بعض النصائح للعاملين على جهاز الكومبيوتر ومدمنين الانترنت
كل ما في الامر أن التطور العلمي المعاصر, جعل الأستعمال الواسع لاجهزة الكومبيوتر وجعلها بمتناول الجميع حتى أصبح إستعمالها من الممارسات اليومية التي لاغنى للانسان عنها سواء في مواقع العمل او في المدرسة والجامعة او في البيت او في مقاهي الانترنت. ومن الطبيعي أن تنعكس هذه الظاهرة على صحة الانسان وسلوكه, حيث يعكف علماء الاجتماع على دراسة الانعكاسات السلوكية والاجتماعية لاستخدام هذا الجهازبشكل واسع. فهم يحاولون معرفة الاسباب التي تجعل الانسان يمضي الساعات الطوال في التحادث عبر الكومبيوتر مع أشخاص لايعرف شكلهم أوجنسهم ويبعدون عنه آلاف الاميال وقد لايراهم أبدا, بينما لايلقي بتحية الصباح على جاره الذي يراه صباح كل يوم.
وما أود الحديث عنه في هذا الموضوع هو الآثار الصحية التي قد تنشأ نتيجة إستخدام هذه الاجهزة لمدد طويلة.
من أكثر المشاكل الصحية شيوعا هي الشكوى من آلآم اليد والرسغ والساعد والكتف والرقبة فيما أصبح يدعى إجهاد الحركات المتكررةRepetitive Strain Injury (RSI) . وبالامكان تجنب هذه الحالة من خلال التصميم الجيد لمكان العمل وأخذ فترات متكررة من الراحة عند الاضطرار للعمل لمدة طويلة على هذه الاجهزة.
وقد يكون إستخدام هذه الاجهزة سببا في المعاناة من حالة الاجهاد المهنيOccupational Stress خصوصا في حالات عدم الالمام بكيفية التعامل مع الجهاز أو مع البرنامج المستعمل وكذلك عند عدم تلبية الجهاز أو البرنامج لرغبات الشخص وطريقته في العمل. وهنا تبرز الحاجة الى التدريب الجيد قبل إستخدام هذه الاجهزة ومع كل مرة يتم فيها اللجوء الى إستخدام برنامج جديد....
رغم أنه لايوجد دليل علمي قاطع حتى الان عن إصابة العين بمرض محدد بسبب الشاشات, لكننا غالبا ما نصادف من الناس من يشتكي من الاجهاد البصري وتعب العين بسبب العمل خلف هذه الاجهزة. وفي هذه الحالات يجب الانتباه الى وضعية الجلوس أمام الشاشة ودرجة إنارة المكان بحيث يتم تجنب العتمة الشديدة والانارة الساطعة المواجهة للعين, كذلك يجب ضبط درجة إنارة الشاشة بحيث لاتكون معتمة أوساطعة. ويعتقد أن هذه الحالات تصيب العاملين ليلا على هذه الاجهزة أكثر من غيرهم حيث أن السهر يمثل إجهادا مضاعفا للعين. كذلك يجب فحص النظر بشكل دوري وعدم إستخدام نظارات القراءة العادية بشكل كيفي وذلك لأن بعد العين عن الشاشة ليست مساوية للمسافة عند قراءة الكتب أو الكتابة على الورق.
وهنالك مشكلة أخرى خاصة بمن يلبس العدسات اللاصقة حيث أن الحرارة المنبعثة عن بعض الاجهزة قد تجعل هذه العدسات اكثر جفافا وبالتالي يحس الانسان بعدم الارتياح. ولتجنب هذه الحالة ننصح بأن يحرص الشخص على أن يرمش عينيه بشكل أكثر تكرارا لترطيب العدسة أو استخدام قطرات الدمع الاصطناعي لترطيب العين. وقد يكون من المفيد أيضا أن يصار الى رفع بسيط للرطوبة في موقع العمل.
ويعاني بعض الناس ممن يستخدمون العدسات المزدوجة Bifocal التي تحتوي عدسات للنظر القريب وأخرى للنظر البعيد, حيث غالبا ما تفرض عليهم طريقة النظر الى الشاشة وضع الرأس في وضع غير صحيح قد يكون بالانحناء الى الاسفل أو رفع الرأس الى الخلف حتى يمكنه من الحصول على أفضل نتيجة. وفي كل الاحوال تعتبر هذه الوضعيات غير صحيحة وغير مريحة, لذا ينصح الشخص بإستشارة الطبيب المختص وعمل نظارات خاصة بالعمل على الكومبيوتر.
ومن انواع المعاناة الشائعة بين العاملين على الكومبيوتر الشكوى من الصداع الذي قد ينجم عن عدة عوامل منفصلة أو مجتمعة منها درجة سطوع الشاشة والقراءة من الشاشة لمدة طويلة الامر الذي يؤدي الى تثبيت الرأس في وضع واحد, وينصح في هذه الحالات بأن يصارالى طباعة الصفحات المكتوبة لتتم قراءتها على الورق فيما بعد. ومن الامور التي تقلق الناس إمكانية وجود أنواع ضارة من الاشعة منبعثة من الشاشات. وتؤكد غالبية الدراسات المحايدة على واقعية المعلومات التي تنشرها الشركات المصنعة من أن المكون الرئيسي لضياء الشاشة هو الضوء المرئي (Visible Light ) الذي يشبه الى حد كبير ضوء النهار الذي تنشره الشمس. علما بأن هناك أنواع اخرى من الموجات الكهرومغناطيسية المصاحبة والتي تؤكد جميع الشركات أن مستوياتها أقل بكثير من الحدود العليا المسموح بها في المقاييس العالمية. ولهذا يعتقد بأن وضع الشاشات الحاجبة أمام شاشة الكومبيوتر ليس ضروريا.
وقد يعاني بعض الناس من تهيج الجلد وظهور أنواع من الطفح الذي ربما يكون بسبب الهواء الجاف في محيط الكومبيوتر الذي يؤدي الى خفض رطوبة المكان, وينصح لتجنب هذه الحالة أن يتم تبديل هواء الغرفة بإستمرار بهواء نقي يحمل قدرا معقولا من الرطوبة.
ومن الامور التي يجب أن ينتبه اليها مرضى الصرع وعوائلهم والمحيطين بهم أن العمل خلف الشاشات قد يعجل بحصول نوبات الصرع بسبب الضياء المنبعث من الشاشة.
من الشائع هذه الايام استخدام الكومبيوترات المحمولة والتي تتميز بصغر شاشاتها قياسا بالجهزة الثابتة. ويجب الانتباه عند إستعمالها لوضع الجسم عند الجلوس ولدرجة ميلان الشاشة. وينصح كذلك بوضع لوحة التحكم على سطح صلب عند الكتابة. وعموما ينصح بعدم العمل على هذه الاجهزة لمدد طويلة, أما إذا لم يكن من ذلك بد فيجب حينها الحرص على أخذ أقساط متكررة من الراحة.
كذلك من المعروف أن إستعمال جهاز التحكم (Mouse ) لمدة طويلة يمكن أن يؤدي الى الاصابة بآلآم في الرسغ ومفاصل الاصابع , وبالامكان تجنب ذلك من خلال الانتباه الى أخذ اقساط متكررة من الراحة أو حتى باستخدام اليدين بالتناوب إن كان ذلك ممكنا.
لكل ماتقدم نعتقد أن على كل شخص أن يضبط إيقاع حياته من دون إسراف في أي ناحية من النواحي, وأن يتم التعامل مع جهاز الكومبيوتر على أنه باب للمعرفة والتعلم وليس وسيلة للهو وأن يتذكر كل شخص أن الجلوس أمام هذا الجهاز ولمدد طويلة ليس خاليا من الاضرار بالصحة خاصة إذا كان ذلك لمجرد اللهو. وبشكل علم ومن وجهة نظر الطب المهني نعتبر أن المشاكل الصحية المصاحبة لاستخدام الكومبيوتر ليست ناشئة من الجهاز بحد ذاته ولكن من عدم استخدامه بالشكل الصحيح.
لذا ننصح بالاحتياطات التالية لتجنب الاثار الصحية الضارة:
1-الحرص على اخذ اقساط متكررة من الراحة (25 دقيقة عمل ثم 5 الى 10دقائق راحة).
2-الانتباه الى وضعية الجلوس أمام الشاشة.
3-تجنب العمل في العتمة الشديدة أو الانارة الساطعة المواجهة للعين , كذلك ضبط درجة إنارة الشاشة بحيث لاتكون معتمة أوساطعة.
4-تجنب السهر لانه يمثل إجهادا مضاعفا للعين.
5-فحص النظر بشكل دوري وعدم إستخدام نظارات القراءة العادية .
6-ننصح بأن يحرص الشخص الذي يلبس العدسات اللاصقة على أن يرمش عينيه بشكل أكثر تكرارا لترطيب العين .
7-تجنب العمل باستخدام العدسات المزدوجة Bifocal التي تحتوي عدسات للنظر القريب وأخرى للنظر البعيد .
8-تجنب القراءة من الشاشة لمدة طويلة الامر الذي يؤدي الى تثبيت الرأس في وضع واحد, وننصح بطباعة الصفحات المكتوبة لتتم قراءتها على الورق فيما بعد.
9-ننصح مستخدمي الكومبيوتر النقال بوضع لوحة التحكم على سطح صلب عند الكتابة .
10-العمل على الكومبيوتر قد يعجل بحصول النوبة لدى مرضى الصرع