أوضح طبيب العيون محمد الحربي أنه خلال فصل الصيف نحن جميعاً معرضون لقدر معين من أشعة الشمس ويتفاوت هذا القدر حسب البيئة التي نعيش فيها وحسب وظيفة كل منا ونشاطه ومعظمنا لو تعرض للضوء الساطع فجأة فإنه سيقوم فوراً بتغطية عينيه بيديه أو سينظر بعينين نصف مغمضتين وذلك كرد فعل طبيعي لحماية العين من الأشعة الزائدة والعين كعضو حساس للضوء معرضة لكافة أشكال الاشعاع الكهرومغناطيسي الواصل إلى الأرض ولكن فقط موجات الطيف الضوئية هي القادرة على التأثير في خلايا الشبكية الحساسة وإنتاج إحساسنا بالضوء والألوان من حولنا أطولها موجات اللون الأحمر وأقصرها البنفسجي وبينهما تقع موجات الألوان المختلفة وخارج هذا النطاق تقع الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء فالأشعة فوق البنفسجية بالرغم من أهميتها إلا أنه لها أضرارها المعروفة على أجزاء العين. لكن الأشعة تحت الحمراء غير ضارة إلا بالنسبة للذين يتعرضون لها بنسبة عالية ولمدة طويلة مثل عمال الزجاج والأفران. جاء ذلك في لقاء ل «الرياض» مع د. الحرب، فإلى اللقاء..
الأضرار
٭ ما هي أضرار الأشعة فوق البنفسجية على العين؟
- المصدر الأساسي لهذه الأشعة هو أشعة الشمس ويقوم الغلاف الجوي المحيط بالأرض بامتصاص كمية كبيرة منها قبل وصولها إلى الأرض فلا يصل منها إلا كميات بسيطة ضرورية للحياة على الأرض وهذه الأشعة لها أضرارها البالغة على معظم أجزاء العين، وأوضح مثال على ذلك هو الأثر الحاد للحام الكهربائي على من ينظر إليه بتركيز دون استخدام النظارات الواقية من الأشعة فوق البنفسجية التي يحتوي اللحام الكهربائي على نسبة عالية منها فيؤدي ذلك إلى التهاب شديد في قرنية العين مصحوب بفقدان للرؤية وحساسية شديدة للضوء مع صداع شديد يجعل المريض بحاجة لعلاج اسعافي وضماد للعينين وبصورة مزمنة يؤدي التعرض باستمرار للأشعة فوق البنفسجية الموجودة في الجو إلى التهابات مزمنة في ملتحمة العين وإلى أضرار في قرنية العين والعدسة، ومثال آخر يوضح أثر هذه الأشعة على العين وهو الضرر البالغ على شبكية العين في حالات (عمى الكسوف الشمسي) وهو الذي يصيب الذين يركزون أبصارهم لفترة طويلة على الشمس مباشرة، من أجل متابعة عملية الكسوف فيؤدي ذلك إلى إتلاف خلايا الضوء الحساسة للنور في الشبكية بسبب التعرض لهذه الأشعة ذات الطاقة العالية.
من ذلك يتضح أن الهدف الأساسي من اقتناء النظارة الشمسية حماية العين من أضرار الأشعة فوق البنفسية وذلك مطلب أساسي لكل شخص يحرص على بقاء جميع أجزاء عينه سليمة وبحالة جيدة كذلك تزيد أهمية حماية العين من هذه الأشعة، نظراً لأن الدراسات الأخيرة تشير إلى وصولها بكميات متزايدة إلى الأرض بسبب التناقض الذي يحدث في طبقة (الأوزون) التي تمتص هذه الأشعة عند مرورها بالغلاف الجوي.
من ناحية أخرى فالنظارة الشمسية ضرورية أيضاً لوقاية العين من أمراض البيئة المتنوعة، وفي البيئة الصحراوية تكون النظارة الشمسية مهمة كدرع واقٍ، لحماية العينين من ذرات الغبار ومن الهواء الساخن الذي يلهب العين ويؤدي بصورة مزمنة إلى أمراض الجفاف المختلفة التي تتلف قرنية العين وتجعلها غير شفافة.
اختيار المناسب منها
٭ كيف نختار النظارة الشمسية؟
- عند اختيار النوع ليس من الضروري أن يكون غالي الثمن حتى تكون خصائصه جيدة ومفيداً لحماية العين بل إننا قل نحصل على نظارة تتوافر فيها جميع الخصائص المطلوبة بسعر مناسب جداً ولكن علينا أن نضع في الاعتبار أن العدسات المصنوعة بكلفة رخيصة معرضة للخدش بسهولة وقد تحتوي على بعض بقع بسبب طريقة صناعتها فتشوه الرؤية علينا بل أن بعضها لا يحتوي على حماية من الأشعة فوق البنفسجية لذا ينصح باستخدام العدسات المصنوعة من مادة (Poiycarbinate) حيث أنها مضادة للخدش ومزودة بحماية للإشعة فوق البنفسجية.. كذلك ضع في الاعتبار أن الإطارات الرخيصة تنكسر وتتفصل أجزاؤها بسهولة، لذا عند الشراء أطلب من البائع أن يضع النظارة على جهاز يوضح قدرة العدسات على اتصاص الأشعة فوق البنفسجية ثم افحص العدسات بالنظر من خلالها إلى خط ثابت ولاحظ أي تغير في الشكل عند تحريك النظارة عموديا من أسف إلى أعلى وأُقياً من جانب إلى جانب وإذا كنت ترغب أن تكون عدسات النظارة عاكسة قوية للنور فأنظر من خلالها كذلك إلى نور ساطع لتعرف قدرتها على عكس الأشعة الضوئية، افحص كذلك إطار النظارة بثنيه، الإطار الجيد ستجده مرناً ويعود إلى شكله الطبيعي بعد الثني ولا تنفصل أجزاؤه مع أقل صدمة ويستحسن أن يكون الإطار متناسقاً مع تقاسيم الوجه، وأن يكون كبيراً ومائلاً مع الجوانب. ومن الأفضل كذلك أن يكون الإطار قوياً ليستقر جيداً على حاجب العين من أجل الحماية الكاملة.
اللون
٭ كيف نحدد لون عدسات النظارة الشمسية؟
- لون العدسة ليس له أثر على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية ولكن يجب أن نهتم باختيار لون العدسة حتى نتجنب تأثير العدسة على رؤية الألوان ويعتبر اللون الرمادي هو أفضل اختيار إذا وضعنا في الاعتبار هدوء اللون وعدم تأثيره على الألوان من حولنا وعلى إشارات المرور ولا ينصح باستخدام النظارات السوداء العميقة جداً أثناء قيادة السيارة حيث أن ذلك قد يجعل من الصعب على السائق رؤية الأشياء في جوانب الطريق في الظل أو قد يجعل الرؤية صعبة داخل الانفاق خصوصاً إذا كانت الإضاءة غير جيدة داخل النفق.
- اللون البني لا يؤثر نسبياً على رؤية الألوان الأخرى.
- اللون الأصفر يعيق رؤية اللون الأزرق.
- اللون الأخضر يقلل من الحساسية لرؤية سائر الألوان الأخرى خصوصاً لمن يعاني من (عمى الألوان) لذا فاختيار اللون يحتاج عناية خاصة لأولئك الذين يعانون من (عمى الألوان) حيث أن بعض الألوان تعيق رؤية الألوان الأخرى ولكن يبقى اللون الرمادي هو أفضل خيار للجميع.
العدسات
٭ ما هي فائدة استخدام العدسات (الأتوماتيكية) التي يتغير لونها مع قوة النور؟
- هذه النوع من العدسات الأتوماتيكية (Poiycarbinate) يفضلها الكثير من مستخدمي العدسات الطبية حيث أنها تكون شفافة في الداخل وعندما يخرج للشمس تتحول إلى عدسة ملونة فتختصر عليه النظارتين في نظارة واحدة فعند استخدام مثل هذه العدسات علينا أن نضع في الاعتبار النقاط التالية:
- أن تكون نسبة امرارها للضوء تتراوح بين (15 - 30٪) وتزيد هذه النسبة لمن تضطرهم طبيعة العمل إلى قضاء ساعات طويلة معرضين لأشعة الشمس.
- أن لا نستخدمها عند القيادة في الضوء الساطعة (مساء).
- قد تكون الإضاءة في الداخل أحياناً قوية إلى الحد الذي يجعل العدسات في الداخل تتحول إلى عدسات معتمة وبالتالي متعبة للرؤية في الداخل. مثلاً في قاعة المحاضرات عندما تطفأ الأنوار فجأة، من يستخدم مثل هذه العدسات قد لا يستطيع الرؤية في الظلام حيث أنها كانت معتمة في النور وستظل كذلك لمدة معينة. - صلاحية هذه العدسات تنتهي بعد سنتين من استخدامها وبالتالي فإن تفاعل العدسات مع الضوء يختفي ولن تكون مفيدة للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية.