تنطلق من الشمس العديد من الأشعة منها النافع وتسمى أشعة الضوء المرئي والتي يتراوح طولها الموجي ما بين 400 ـ 780 نانوميتر وهذه الأشعة تحتاج إليها العين بدرجة مناسبة من أجل صحتها وسلامتها ولتصبح قادرة على مواجهة الضوء ومنها الضار وتسمى أشعة الضوء الغير مرئية وهذه الأشعة تؤثر تأثير ضارا على أنسجة العين المختلفة وبخاصة عدسة العين والشبكية.
ومن أهم الإشعاعات الضارة التي تطلقها الشمس:
أ/ الأشعة فوق البنفسجية ULTRA VIOLET RAYS :قد يتعرض الإنسان لجرعة زائدة من الأشعة فوق البنفسجية في بعض الأماكن مثل شواطئ البحار والتي يتراوح طولها الموجي ما بين 200 ـ 400 نانوميتر .
من أهم المضاعفات الناتجة عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية ما يلي:
ــ احتقان شديد بالملتحمة.
ــ قرح سطحية بالقرنية تتحول فيما بعد إلى ندبات.
ــ تأدم حويصلي بالماقولة الذي يعقبه حدوث تلف بالشبكية مما يؤدي إلى تدهور شديدي في قوة الإبصار.
ب/ الأشعة تحت الحمراء infra-red rays : يتراوح طولها الموجي ما بين 780ــ 1400 نانوميتر.
من أهم المضاعفات الناتجة عن التعرض للأشعة تحت الحمراء ما يلي:
ــ ماء أبيض ( كتاركت) مضاعف بعدسة العين، ويتميز هذا النوع أنه يتكون في البداية في القشرة الخلفية من العدسة ثم يمتد بعد ذلك إلى حدوث نخر (تلف) بالشبكية الأمر الذي يترتب عليه ضعف شديد في قوة الإبصار ،قد يصل إلى حد العمى .
النظارات الشمسية:
مما لا شك فيه أن استعمال النظارة الشمسية ضروري في بعض الأحيان من أجل حماية العينين من أشعة الشمس والانعكاسات الضوئية الكثيرة الصادرة منها لا سيما في بعض الأماكن مثل:شاطئ البحر والاستادات الرياضية والمرتفعات الجبلية والصحراء…. وأيضا في بعض الحالات المرضية للعين مثل :التهاب القرنية ـ التهاب القزحية ـ الرمد الربيعي ـ حساسية أغشية العين الخارجية من أشعة الشمس والضوء الشديد ـ الشخص الأبهق ـ بعد عملية الماء الأبيض ـ الأشخاص الذين تم زراعة عدسة صناعية لهم داخل العين لأن هذا النوع من العدسات لا يمنع نفاذ الأشعة الضارة إلى الشبكية مثل العدسة الطبيعية .
الفكرة الأساسية من استعمال النظارة الشمسية هي أن العدسات المستخدمة في هذه النظارات تقوم بامتصاص الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء الضارة بالعين من أجل حماية العين الحساسة لأشعة الشمس والأضواء الشديدة وحماية شبكية العين من أي أذى . ويتدرج لون العدسة من الدرجة الخفيفة إلى الدرجة الداكنة عند التعرض للشمس بمعنى آخر بعض العدسات يمتص 25% من أشعة الشمس وآخر 50% ونوع ثالث يمتص 75% من الأشعة.
ويفضل استعمال العدسات البولارويد التي تتميز بتنظيم موجات أشعة الشمس في المصايف على شاطئ البحر لحماية العين من وهج الشمس مما يعطي راحة للعين كما الحال بالنسبة لسكان الشواطئ والصيادين والبدو الذين يقضون ساعات طويلة معرضين لأشعة الشمس المنعكسة على مختلف السطوح.
كسوف الشمس
من المعروف فلكيا أن ظاهرة كسوف الشمس تحدث عندما يكون القمر في المسافة بين الشمس والأرض مما يحجب أشعة الشمس عن الأرض ولا يظهر من الشمس إلا هالة من الضوء تبدو حول القمر المعتم .وقد حدثت ظاهرة كسوف الشمس عدة مرات خلال العشر سنوات الماضية ما بين كسوف كلي وجزئي.
أثناء ظاهرة كسوف الشمس ينبعث من قرص الشمس بعض الإشعاعات الكونية وهذه لها خطورة شديدة وتأثير كاوي على اللطخة الصفراء ( البقعة المركزية الحساسة بالشبكية ـ الماقولة) مما يؤثر تأثيرا شديدا في حدة الإبصار وفيما بعد يتحول الحرق (الكي) بالماقولة إلى ندبة مما ينتج عنه تدني شديد في الرؤية إلى حد فقدان الإبصار التام وإذا زادت فترة تعرض العينين المجردة لأشعة الشمس الضارة أثناء الكسوف كلما زادت درجة تلف الشبكية وبالتالي تزداد درجة تدني البصر. ولا النظارات الشمسية ولا غيرها من الفلاتر كافية لحماية العين أثناء التحديق أيضا. ولهذا نحذر من خطورة مشاهدة ظاهرة كسوف الشمس بالعين المجردة حتى لا تتعرضوا لفقدان أبصاركم وخصوصا الأطفال الذين يتملكهم حب الاستطلاع ولا يدركون مدى الضرر الواقع على عيونهم . ولا شك أن مثل هذه الأحوال تكون الوقاية خير من العلاج أو الأحرى أن الوقاية هي العلاج الأساسي إن صح التعبير.