جاءت فكرة تشريط القرنية منذ ما يقارب الخمسة عشر عاما وهذا التشريط جراحي يستخدم له مشرط من الألماس حاد جدا يستخدم لعلاج قصر النظر. عملية تشريط القرنية الشعاعي تتم بواسطة إجراء عدة قطوع أو شقوق في القرنية لتجعلها أقل تحدبا أو أكثر انبساطا وكلما زاد عدد القطوع أو الشقوق زادت كمية التسطح أو الانبساط وهذه الشقوق تشبه في شكلها أشعة الدولاب ويتم عملها بشكل منتظم على القرنية أي بمسافات متساوية بين كل منها وبأطوال متقاربة أيضا وعمق متساوي لكل قطعة قدر الإمكان وهذه العملية تكون أكثر فعالية بعمل 4 ـ 8 شقوق وهذا له سلبيات عديدة قد تسبب انفتاحا لقرنية العين وتخرج بالتالي سوائل العين وهي غالبا ما تصلح إلا لمن هم ناقصي النظر بمعدل ( -3 )إن عملية تشطيب القرنية لها عدة فوائد منها تصحيح القرنية بشكل ملحوظ دون اللجوء إلى النظارات أو العدسات اللاصقة ولها أيضا فوائد نفسية وخاصة إذا كان المريض يشعر بالعجز ويعتقد أن العملية سوف تحسن من مظهره الخارجي وتمكنه من العمل بفعالية دون استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة .إن معظم الأشخاص الذين يطلبون العملية يفعلون ذلك كي يتمكنوا من الرؤية الجيدة خاصة الذين يعانون من قصر النظر الشديد وذلك لأنهم يشعرون بالعجز إزاء هذه المشكلة ويعتقدون كذلك أن العملية ستمكنهم من الالتحاق ببعض الأعمال التي تتطلب عدم وضع النظارات إذا فان هذه العملية هي عملية وظيفية وليست تجميلية لأنها تغير وظيفة العين لا شكلها.
إن المرشح لهذه العملية يجب أن يكون :
1) عنده قصر نظر من النوع الثابت أي لا يتغير ويتزايد باستمرار.
2) ويجب خلو العين والقرنية من أي أمراض أو تشوهات.
3) ويجب كذلك أن يتراوح قصر النظر بين( –2 ــ -6 ديوبتر)وبأقل قدر من الاستجماتيزم ( اللابؤرية )[ أقل من 1.50 ديوبتر ] .
4) وأن لا يقل عمره عن 20 سنه .
5) ويجب أن يكون قصر النظر من النوع القابل للتصحيح بالنظارات وأن يكون هناك تقارب بين قصر النظر في العينين.
المضاعفات:
1) التصحيح أقل مما يجب .
2) تكون الندبات في القرنية بسبب التئام الجروح.
3) اختلاف مدى رؤية العينين.
4) اختلاف النظر مع تقدم ساعات اليوم من الليل إلى النهار وبالعكس.
5) الوهج عند رؤية الضوء.
6) مشكلات إعادة لبس العدسات اللاصقة.
7) إحداث أستجماتيزم ( لابؤرية ) [ تغيير في سطح القرنية].
عدم القدرة على التنبؤ بنتائج العملية النهائية.
عملية تشريط القرنية بأشعة الليزر(الاكزايمرليزر):
بعد ذلك خرج منذ أكثر من تسع سنوات إجراء عمليات تصحيح النظر بما يسمى بالاكزايمرليزر تم تطوير جهاز الاكزايمرليزر لأول مرة في عام 1975م وخضع أول مريض للعلاج به في عام 1987م وهذا الجهاز رغم أنه ذكر عنه العديد من المخاطر فإنها في أغلبها غير صحيحة وغير مثبته علميا. فيجرى كشف مبدئي ومقياس دقيق للمعالج بجهاز حديث (قياس بوطغرافي ) للقرنية موصل بجهاز حاسب آلي ثم الليزر ( وهو عبارة حزمة من الضوء يقاس مقدارها وزمنها بحسب مقدار النظر لدى الشخص عن طريق حساب الثواني بمقدار القوة وهكذا ) ويكون الليزر عند إجراء العملية وسط القرنية ويكون تركيز الشخص على الجهاز حسب المنطقة التي يعالجها وتعمل أشعة الليزر على إزالة جزء صغير من الأنسجة الواقعة في مركز القرنية على سطح العين ويؤدي ذلك إلى إحداث تغير في شكل القرنية الأمر الذي يغير بالتالي من القوة الانكسارية للعين ويمكن التحكم في أشعة الليزر بالدرجة التي يمكن معها إزالة مقادير مختلفة من الأنسجة بدقة متناهية مما يسمح لنا بإمكانية تحقيق نتائج انكسارية متفاوتة كما يمكن أيضا استخدام أشعة الليزر في بعض الحالات لإزالة ندوب القرنية.
وعادة يستخدم لعلاج حالات قصر النظر وعلى الرغم من أن أشعة الاكزايمرليزر تستخدم لعلاج حالات طول النظر إلا أن النتائج لا زالت مخيبة للآمال ولم يستمر في استخدامه سوى عدد قليل من الجراحين .
ثم بعد ذلك يعطى المريض بعض المراهم والقطرات ثم تغطى العين أو يوضع لها عدسات لاصقة مؤقتة ولا شك أن المريض المعالج خلال الأربع وعشرين ساعة الأولى يشعر بألم نتيجة وجود خلايا مفقودة من سطح الخلايا القرنية والجرح يبدأ بالتحسن في الرؤية ولاشك أن الشخص المعالج يحتاج إلى وقت أطول بالنسبة لمن يقوم بإجراء العملية عن طريق تشريط القرنية الجراحي بالمشرط العادي ولكن مخاطر عملية الليزر أقل بكثير من العادي فالليزر آمن أكثر حتى ولو تأخر الالتئام وقتا أطول وتعتبر درجة قصر النظر التي يلائمها أكثر العلاج بأشعة الاكزايمرليزر محل جدل كبير حيث أن معظم أطباء جراحة العيون الانكسارية يفضلون أن يتم هذا الأسلوب الجراحي على المرضى الذين تتراوح درجة قصر النظر لديهم بين
( -2 ــ -6 ديوبتر ) وبالنسبة للمرضى الذين تتراوح درجة قصر النظر لديهم عن –2 ديوبتر فان العلاج بأشعة الليزر في بعض الأحيان يسبب تصحيحا زائد للمريض الأمر الذي يجعل لديه طول نظر أما بالنسبة لحالات قصر النظر التي تزيد على – 6 ديوبتر فهناك فرصة أكبر بأن يتسبب العلاج بأشعة الاكزايمليزر في إحداث بعض الندوب في القرنية والتي يمكن أن تقلل من القدرة البصرية لدى المريض ولكن يمكن تقدير ما إذا كان المريض ملائما للخضوع لهذا النوع من الجراحة من عدمه فلا بد من إخضاعه لفحص شامل للعين وذلك بغرض التأكد من عدم وجود أي حالة مرضية لديه بخلاف العيوب الانكسارية. بالطبع يمكن أن يكون لها تأثير على الرؤية وإذا ما تبين أي التهاب نشط أو مشاكل متعلقة بالحساسية أو التهاب داخل العين فيتم عند ذلك تأجيل الجراحة وإذا كان عمر المريض أقل من 20 عاما وإذا كانت درجة قصر النظر قد حدث بها تغير من وقت قريب فيتم تأجيل الجراحة أيضا إلى أن يصبح المريض أكبر عمرا أو أن تكون درجة قصر النظر قد استقرت لعدة أشهر.
المضاعفات:
1) إمكانية إصابة القرنية بالتهاب بعد الجراحة وعلى الرغم من ندرة حدوث هذا الأمر حيث أن نسبة أقل من 1% من إجمالي المرضى الذين يخضعون لهذه العملية إلا أنه يمكن أن يكون مدمرا للبصر.
2) حدوث ندوب بالقرنية والتي لا يلاحظها المرضى عادة وتتحسن مع مرور الوقت إلا أن بعض المرضى يمكن أن تحدث لهم ندوب كبيرة والتي يمكن أن تؤثر سلبا وبشكل دائم على الرؤية لديهم وذلك يوجد غالبا لدى المرضى الذين يخضعون لعلاج قصر النظر ذي الدرجات العالية وتكون فرصة حدوث ندوب القرنية التي يمكن أن تضعف الرؤية في حدود 10% من الحالات وفي معظم هذه الحالات تقل الرؤية بشكل طفيف لا يتعدى خطا واحدا أو خطين على لوحة العلامات التي تستخدم لفحص النظر.
3) بصر الشيخوخة( وهو اصطلاح يطلق على الحالة التي يحدث فيها تناقص القدرة على قوة تركيز العدسة ).
الوسائل عديدة:
إن مجرد كون العلاج بالليزر هو أحدث إجراء لعلاج قصر النظر ليس معناه أنه أفضل السبل دائما أمام المرضى حيث أن النظارات التي تستخدم منذ زمن طويل لا تزال لها مزاياها العديدة فهي تعتبر أرخص وسائل تصحيح قصر النظر كلفه كما أن مزاياها أيضا توفير الحماية للعين .
من جهة أخرى فان عدسات النظارت الحديثة تصنع من البلاستيك وهذا يجعلها أخف وزنا وأرق سمكا وأقوى من حيث الصلابة من مثيلاتها المصنوعة من الزجاج والعدسات اللاصقة والتي غالبا ما تكون مقبولة من قبل المرضى أكثر من النظارات للاعتبارات الجمالية هي بمثابة بديل آخر لعلاج قصر النظر وبالنسبة للمرضى الذين يكون لديهم مقدار قليل من اللابؤرية ( الاستجماتيزم ) فان العدسات اللاصقة الصلبة من شأنها أن توفر عادة أفضل النتائج البصرية مقارنة مع النظارات أو الجراحة الانكسارية وإذا ما كان المريض مرتاحا راضيا عن كمية التصحيح البصري التي توفرها النظارات أو العدسات اللاصقة بالنسبة له فليست هنالك حاجة لبحث مسألة إجراء جراحة انكسارية لعينيه.
إن عملية تشريط القرنية تتطلب المزيد من الدراسات والبحث لأن سلامتها وفعاليتها ليست معروفة كليا والوقت مازال مبكرا لتقويم المضاعفات التي تحدث في مرحلة ما بعد إجراء الجراحة أو الخلوص إلى استنتاجات بخصوص التأثيرات التي تحدث على المدى البعيد بالنسبة لهذا النوع من الإجراءات الجراحية، ولكنها بديل واعد للنظارات والعدسات اللاصقة لقصيري النظر وهي عملية آمنة ولكنها مع ذلك ليست خالية من الأخطار.