تقنية مبتكرة تحدث انقلابا في طريقة فحص النظر
بالرغم من التقدم الكبير المحرز في مجال المعدات العصرية وبالرغم من توفر تقنيات متطورة لفحص الأعين لا يزال البصر يقاس باستخدام بيان بالأحرف المطبوعة تم تطويره منذ ما يزيد على 100 عام .
وبغية إيجاد حل لهذا الوضع قام أخصائيو البصريات في جامعة سيتي في لندن بتطوير برنامج معلوماتي يستغل آخر التطورات في تكنولوجيا العرض مثل شاشات البلور السائل المسطحة وقوة معالجة الصور بواسطة الكمبيوتر.والبرنامج متدني الثمن وسهل الاستعمال ويتيح لأخصائيي البصريات أن يستعينوا بمجموعة من المحفزات لفحص عيني المريض.وأطلق على البرنامج اسمtest chart 2000" " وهو يرتكز على نظام النافذة "ويندوز" ولا يتضمن جميع الاختبارات التي تجرى عادة عند فحص العينين فحسب بل يضم كذلك مجموعة من الاختبارات الجديدة لم تكن تستعمل في الماضي إلا في المختبرات والعيادات المتخصصة.
ويقول الدكتور ديفيد طومسون بقسم البصريات بجامعة سيتي: المشكلة التي نواجهها منذ القدم عند استعمال بيان الاختبار هي أن المرضى يستذكرون بصورة لا واعية الكثير من الأحرف مما يعطينا نتائج غير دقيقة لذا كان من المنطقي جدا أن يعمد النظام بادئ ذي بدء إلى عرض الأحرف بصورة عشوائية على الشاشة بالإضافة إلى ذلك يمكن عرض بيان الاختبار بأشكال وأحجام مختلفة ويمكن تضمينه أحرفا خاصة لفحص نظر الأطفال ومن يعانون من مشاكل في التعليم.
ويجري حاليا استعمال مثل هذا الجهاز لاختبار الحساسية على التباين، فعلى عكس البيان العادي الذي يكون فيه لجميع الأحرف نسبة تباين عالية متشابهة فان الأحرف الموجودة في بيان قياس الحساسية على التباين الجديد لها الحجم نفسه لكنها تتدرج في نسبة تباينها من خلال تخفيف ظلالها.وبما أن النظام مبني على الشاشة فهذا يعني أنه يمكن الاستعانة بالتحريك لتحويل عملية الفحص المزعجة أحيانا إلى مغامرة مثيرة. فعوضا عن أحرف يمكن استعمال رموز تمثل أشياء وأدوات مألوفة مثل البواخر والطائرات وبالتالي لا يكون الطفل مضطرا إلى معرفة الأحرف للخضوع للفحص.من جهة أخرى فان المسافة المعتمدة لفحص النظر التي كانت تفرضها بيانات الاختبار التقليدية كانت محددة بستة أمتار، أما اليوم فيمكن تصغير الأحرف لتلائم المسافة المتوفرة مما يتيح كذلك إجراء الفحص في المنازل أو دور العجزة أو المدارس أو المستشفيات وفي هذه الظروف يستطيع أخصائي البصريات أن يستعمل جهاز كمبيوتر قابل للحمل لعرض بيان الاختبار.