عدسات آي بي إم : تكنولوجيا لتخزين طاقة 200 شمس علي خلية 1 سم مربع

أفاد الباحثون في معامل شركة آي بي إم IBM أنّهم قد تمكّنوا من تطوير نظام لتوليد الطاقة الشمسية بإستخدام عدسات مكبّرة Magnifying Lenses والتي تقوم بإستقبال كمية الطاقة الشمسيّة التي تسقط عليها ثمّ تقوم بتركيزها بكثافة علي الخلية الشمسية، هذا ممّـا سيؤدي الي تخفيض أسعار الخلايا الشمسية ذات القدرات العالية High-Capacity Photovoltaic Cells بشكل ملحوظ .

اعداد وبحث / اخصائي بصريات /
محمود السرســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاوي

وذلك الإبتكار ببساطة شديدة هو يماثل ما كنّـا نقوم به ونحن أطفال بإستخدام اي عدسة مجمّعة لدينا وكنّـا نقوم بذلك والشمس ساطعة ... فنقوم بتركيز ضوء الشمس الصادر منها في نقطة علي ورقة صغيرة من أوراق الصحف أو الكراريس ثم ننتظر دقيقة أو ربما اقل أو أكثر قليلاً حتّي نري الورقة وهي تشتعل من أثر الحرارة الشديدة التي سقطت عليها .

وبنفس الطريقة – مثل عدسة الأطفال التي هذه – جاءت فكرة إبتكار عدسات آي بي إم IBM Lens والتي يمكنها توليد طاقة تماثل طاقة 200 شمس. وتلك الطاقة تؤدّي الي رفع درجة الحرارة الي 1600 درجة مئويّة - وهي درجة عالية للغاية بحيث يمكن بها صهر الحديد الصلب لو أردنا ذلك .

ولقد يسّرت تلك التكنولوجيا الجديدة أن تقوم خلية شمسية صغيرة للغاية ( نانٌو خلية ) مساحتها لا تزيد علي 1 سم مربّع One Centimetre-Square Photovoltaic Cell بإستقبال 230 وات من الطاقة الشمسية، لتوليد 70 وات من الكهرباء القابلة للإستخدام وذلك بإستخدام عدسات تركيز آي بي إم IBM lens ... وهو ما يمثّل خمسة أضعاف ما تستطيعه الخلايا الشمسيّة المعروفة حالياً ... هذا حسب إفادة شركة آي بي إم .

ونظراً لخبرة آي بي إم الكبيرة والتاريخية في تبريد الرقائق الإلكترونية داخل أجهزة الكمبيوتر ... فلقد إستخدمت نظم تبريد لمثل تلك الدرجات الحرارة العالية هذه والتي تولدها هذه العدسات، بحيث إكتفت منها بالوصول الي 85 درجة مئوية فقط. ... ولقد نفذذت ذلك بإستخدام مركب معدني سائل من مادتي الجاليوم والإنديوم A Liquid Metal Of Gallium And Indium Compound وذلك لتسريب الحرارة الناتجة عنه .

ويعتقد الدكتور سوبراتيك جُحا Dr Supratik Guha وهو كبير علماء شركة آي بي إم في مجال الخلايا الشمسية Lead Scientist For Photovoltaics At IBM، هو ومسئولي الشركة أنّهم بهذه التكنولوجيا يستطيعون عمل تغيير ضخم في هذه الصناعة برمّتها، علاوة علي الإرتقاء بالأساسيات العلميّـة للخلايا الشمسية .


اخصائي بصريات /
محمود السرســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاوي

أعلم أن بلادنا قد أعطت بعض الإهتمام للدراسات الخاصة بإستغلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ... ولكنّي أود أن يعلم القائمون علي تطوير إستغلال هذين المصدرين من الطاقة بضرورة تكثيف تلك الإهتمامات آخذين في إعتبارهم أنّ كلاهما أصدقاء للبيئة جداً ... كما أنّ هناك دول كثيرة في العالم تفتقد ظهور الشمس لديهم معظم أيام السنة، أمّـا في بلادنا، فهي مشرقة بصورة شبه دائمة ... كما ولا يفوتني التذكير بتلك القفزة الهائلة التي حدثت في أسعار النفط خلال الشهور القليلة الماضية، وكذلك لا يفوتني قيام دول عديدة في العالم الآن بإستخدام الحبوب – غذاء الإنسان والحيوان – لتحل محل النفط والفحم كوقود، وما أصاب معظم موطنينا من نقص في المواد الغذائية الرئيسية وغلاء غير مسبوق في الأسعار عموماً لهذا السبب ... لذا يجب أن يتم وبالسرعة الممكنة إعادة إجراء دراسات الجدوي في ظل تلك المتغيّرات لجميع تلك المشروعات مثل هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة وغيرها بحيث يتم مضاعفة ميزانياتها وتعظيم الإستفادة من تلك الخيرات والنعم التي حبانا بها الله بما يتناسب مع المنطق والعقل ... ولتكون عزّاً لأبنائنا وللأجيال القادمة إن شاء الله ... والله في عون العبد، ما دام العبد في عون أخيه } .